جيل جديد من الحماية و الأمان و المتابعة
الألياف الضوئية (Fiber Optics) أو ما يُعرف بالفايبر أوبتك هي تقنية متطورة تعتمد على نقل البيانات باستخدام الضوء بدلاً من الكهرباء. يتكون كابل الفايبر من خيوط زجاجية أو بلاستيكية دقيقة جدًا، رفيعة كالشعرة البشرية، لكنها قادرة على حمل كم هائل من المعلومات بسرعة تقارب سرعة الضوء.
الفكرة الأساسية تعتمد على تحويل البيانات الرقمية (الإنترنت – المكالمات – الفيديو – الصور) إلى نبضات ضوئية يتم إرسالها داخل الكابل. هذه النبضات تبقى محتجزة داخل قلب الكابل (Core) بفضل ظاهرة الانعكاس الداخلي الكلي. وعند وصولها للنهاية، تتحول مرة أخرى إلى بيانات مفهومة للأجهزة الإلكترونية.
الفرق الجوهري بين الفايبر وأسلاك النحاس التقليدية:
- النحاس ينقل البيانات عبر إشارات كهربائية تتأثر بالتشويش والتداخل.
- الفايبر ينقلها عبر إشارات ضوئية لا تتأثر بالموجات الكهرومغناطيسية، ما يجعل الاتصال أسرع وأكثر استقرارًا.
الألياف الضوئية لم تظهر فجأة، بل مرت بمراحل تطور طويلة:
1. البدايات (القرن التاسع عشر):
1840م: الفيزيائي "دانيال كولادون" في جنيف عرض تجربة حول كيفية انتقال الضوء عبر تيار مائي داخل أنبوب زجاجي.
1854م: العالم البريطاني "جون تيندل" أثبت عمليًا أن الضوء يمكن أن ينعكس داخليًا ويبقى محصورًا في وسط شفاف – وهو الأساس العلمي لتكنولوجيا الفايبر.
2. الاستخدام الطبي (الخمسينيات):
- بدأ الأطباء باستخدام حزم من الألياف الزجاجية لتوجيه الضوء داخل جسم الإنسان ورؤية الأعضاء الداخلية.
- هذا قاد إلى تطوير أجهزة المناظير الطبية (Endoscopes).
3. الثورة التقنية (1960 – 1970):
1960م: اختراع الليزر، وهو مصدر ضوء قوي ومستقر.
1970م: شركة كورنينغ (Corning) الأمريكية نجحت في تصنيع ألياف ضوئية نقية بخسارة إشارات أقل من 20 ديسبل/كم – ما جعلها صالحة للاستخدام التجاري.
4. الانتشار التجاري (1980 – 1990):
- مد أول كابلات فايبر عبر المحيطات لربط أمريكا وأوروبا.
- استبدلت الكثير من الخطوط النحاسية في شبكات الاتصالات.
5. عصر الإنترنت (2000 – اليوم):
- الفايبر أصبح العمود الفقري للإنترنت العالمي.
- الكابلات البحرية اليوم تحمل أكثر من 95% من حركة الإنترنت العالمية.
6. المستقبل (2030 وما بعد):
- تطوير ألياف قادرة على نقل بيانات بسرعات بيتابِت/ثانية.
- الاعتماد الكامل على الفايبر في الجيل السادس 6G والمدن الذكية.